ضرورة الجودة الجودة الشاملة
لم تعد الجودة ترفا ترنو إليه
المؤسسات التعليمية. أو بديلا تأخذ بها وتتركه.
بل أصبحت ضرورة ملحة تمليها حركة الحياة المعاصرة.
وهى دليل على بقاء الروح وروح البقاء لدى المؤسسة التعليمية.
نشأة
مفهوم الجودة الشاملة
هل تعبير الجودة تعبيراً جديداً في
ثقافتنا العربية الإسلامية؟ بالتأكيد لا. وخير دليل
على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: ” وَتَرَى
ٱلۡجِبَالَ تَحۡسَبُهَا جَامِدَةٗ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ
ٱلَّذِيٓ أَتۡقَنَ كُلَّ شَيۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ٨٨”.
(النمل
88).
وقول
الله:
“إِنَّ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ
عَمَلًا”
(الكهف
30). وقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
(الراوي: السيدة عائشة؛ المصدر: الجامع الصغير). والحديث مُوَجّه من سيدنا رسول
الله إلى جميع أمته يحثهم على العمل وعدم التكاسل، ويحثهم على إتقان أعمالهم. ويحفزهم
على ذلك من خلال ربط الإتقان بالإيمان والثواب من عند الله سبحانه وتعالى ومحبته.
في ثمانينات القرن الماضي، ظهر
مفهوم الجودة الشاملة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أدي ظهور هذا المفهوم
إلى اشتعال المنافسة الإقتصاديية بين دول العالم، وأدى هذا التنافس إلى اكتساح
الصناعة اليابانية أسواق العالم شرقه وغربه، خاصة في اسواق دول العالم الثالث.
المفهوم العام للجودة الشاملة
تعرف الجودة بأنها: "مقابلة
وتجاوز توقعات المستفيد”. وبالتالي
يقوم المستفيد بتحديد ماهية الجودة المطلوبة والتي تلبي رغباته وتحقق رضاه.
وهنا يكمن التحدي والصعوبة في إرضاء جميع المستفيدين، الذين تختلف أهواؤهم، و
رغباتهم، وشخصياتهم، وينتمون لطبقات اجتماعية مختلفة.
مفهوم الجودة الشاملة في التعليم
تعرف الجودة الشاملة في التعليم بأنها:
”أسلوب
تطوير شامل ومستمر في الأداء. يشمل
كافة مجالات العمل التعليمي. فهي
عملية إدارية تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب. أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المؤسسة
التعليمية ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها.
الأمر الذي ينطوي حتما على تحقيق رضا الطلاب وزيادة ثقتهم. وتحسين
مركز المؤسسة التعليمية محليا وعالميا. (احمد
درياس).
فالجودة الشاملة في التعليم هي
منهج عمل لتطوير شامل ومستمر يقوم على جهد جماعي بروح الفريق. وهي
فلسفة إدارية حديثة، تأخذ شكل أو نهج أو نظام إداري شامل قائم على أساس إحداث
تغييرات إيجابية جذرية لكل شيء داخل المؤسسة.
بحيث تشمل هذه التغييرات الفكر، والسلوك، والقيم، والمعتقدات التنظيمية والمفاهيم
الإدارية، ونمط القيادة الإدارية، ونظم وإجراءات العمل، والأداء، وغيرها.
سمات مفهوم الجودة الشاملة في التعليم
يتعلق مفهوم الجودة الشاملة في
التعليم بكافة السمات والخواص التي تتعلق بالمجال التعليمي والتي تظهر مدي التفوق
والإنجاز للنتائج المراد تحقيقها. وهي
ترجمة احتياجات وتوقعات الطلاب إلى خصائص محددة تكون أساسا لتعميم الخدمة
التعليمية وتقديمها للطلاب بما يوافق تطلعاتهم.
لهذا تسعي الجودة الشاملة إلى إعداد الطلاب بسمات معينة تجعلهم قادرين على معايشة
غزارة المعلومات وعمليات التغيير المستمرة، والتقدم التكنولوجي الهائل.
أما التعليم الذي يقوم على نيل المعرفة والإصغاء، فليس من الجودة الشاملة في شيء.
بل هو هدرا في الوقت والمال، ونبت عقيم لا ثمر له ولا منفعة منه.
الجوانب الأساسية لمفهوم الجودة في التعليم
تضم تعاريف الجودة في التعليم
ثلاثة جوانب أساسية. جودة التصميم وتعني تحديد
الموصفات والخصائص التي ينبغي أن تراعى في التخطيط للعمل.
وجودة الأداء وتعني القيام بالأعمال وفق المعايير المحددة.
وجودة المخرج وتعني الحصول على منتج تعليمي وخدمات تعليمية؛ وفق الخصائص
والمواصفات المتوقعة.
مفهوم الجودة في التعليم من منظور إسلامي
أما من منظور إسلامي فتعرف جودة
التعليم: "بأنها عبارة عن ترجمة احتياجات وتوقعات المستفيدين من العملية
التعليمية إلى مجموعة خصائص محددة. تكون
أساسا في تصميم الخدمات التعليمية. وطريقة
أداء العمل من أجل تلبية احتياجات وتوقعات المستفيدين.
وتحقيق رضا الله عز وجل".
مفهوم الجودة في التعليم العالي من منظور عالمي
أما منظمة اليونسكو ووفقا لما تم
الاتفاق عليه في المؤتمر العالمي الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم
والثقافة (اليونسكو) حول التعليم العالي الذي عقد في باريس يوم التاسع من أكتوبر 1998
م. فإن مفهوم الجودة ينص على: "أن الجودة في
التعليم العالي مفهوم متعدد الأبعاد ينبغي إن يشمل جميع وظائف التعليم وأنشطته.
مثل: المناهج الدراسية. والبرامج
التعليمية.
والبحوث العلمية. والطلاب.
والمباني والمرافق والأدوات. وتوفير
الخدمات للمجتمع المحلى. والتعليم
الذاتي الداخلي.
وتحديد معايير مقارنة للجودة معترف بها دوليا".
ينبغي الاهتمام بجودة المناهج
المدرسية من ناحية المحتوى والغاية وإمكانية التحقيق والواقعية
في تلبية رغبات المستفيدين (الطلاب، أولياء الأمور، المجتمع). إلى
جانب الاهتمام بجودة طرق التدريس ووسائل وأساليب التقويم. والتي
يجب أن تكون أولويتها دائماً العمل على
تحقيق التحسن المستمر في عمليتي التعليم والتعليم الموجه إلى تحقيق التحسن في قدرات
ومهارات الطلاب على نحو متواصل.
فجودة المنهج في هذا الإطار تعنى”
تعلماً من اجل التمكن”. ولتحقيق ذلك التمكن ينبغي أن ينطلق
المنهج من فلسفة المجتمع ومحقق لأهدافه. وللوصول إلى التمكن يجب تطبيق معايير
الجودة فمعايير الجودة تهدف الى وصول المتعلم والمناهج
والمنظومة التعليمية بكل وظائفها وأنشطاتها الى مستوى التمكن من خلال تحقيق مؤشرات
اداء تنافسية محليا وإقليميا وعالميا..
لمزيد من المعلومات عن نشأة الجودة شاهد الفيديوالمرفق.
تعليقات