حكم أكل
لحم الحمير في القرأن والسنة النبوية
ارتفعت أسعار اللحوم بسبب انخفاض
قيمية الجنية وارتفاع أسعار الأعلاف. وضجت
وسائل التواصل الاجتماعي بالنقاشات الحادة حول ما إذا كانت لحوم الخيل والبغال
والحمير والكلاب حلال أم حرام. والقول
الفصل في هذا وذاك القرآن الكريم والسنة النبوية منهاج حياة المؤمنين والمؤمنات.
وما دونهما ضلال طاغوت ووسوسة شيطان انس وجن.
هل لحم الخيل والبغال والحمير حلال
أم حرام؟؛ من الطيبات أم من الخبائث؟, فالقرآن يقول في شأن الخيال والبغال والحمير
أنها خلقت للركوب. وذلك في قول الله سبحانه وتعالى:
"وَٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ
وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ٨"، سورة النحل: 8. والزينة
فسرها القرأن في قول الله سبحانه وتعالى:"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
ٱلشَّهَوَٰتِ مِنَ ٱلنِّسَآءِ وَٱلۡبَنِينَ وَٱلۡقَنَٰطِيرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ
ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ
ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمََٔابِ١٤"،
سورة آل عمران: 14. وقوله تبارك اسمه:
"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ
ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن
دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ
فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ٦٠"، سورة
الانفال: 60.
الآيات توضح أن َٱلۡخَيۡلَ والبغال والحمير لم يخلقوا إلا للركوب والزينة والجهاد
في سبيل.
فمن أين آتى المبطلون بما يقولون. ومن اين
أتي عبدة الطاغوت أولياء الشيطان بما يضلون بها الناس. .أما
السنة النبوية فقد نهت عن أكل لحم الحمير. وذلك
فيما روي عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وأَذِنَ فِي لُحُومِ
الْخَيْلِ". (الراوي: جابر بن عبدالله؛
المصدر: صحيح ابن حبان). ولما وقع الناس في ذبح الحمير يوم خيبر ونصبوا بها
القُدور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإكفاء القدور وكسرها.
ثم أذن في غسلها، وبيَّن لهم أن الحمر الأهلية مُحرَّمة عليهم.
رأي جمهور
أهل العلم في أكل لحم الخيل
يرى جمهور أهل العلم من علماء
الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة أن لحم الخيل مباح لا حرج في أكله. سندهم
في ذلك ما روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "نَحَرْنَا عَلَى
عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرَسًا
فَأَكَلْنَاهُ". (الراوي: أسماء بنت أبي بكر؛
المصدر: صحيح النسائي). إلا أن الإمام مالك ذهب إلى حرمة لحوم الخيل، مستدلاً بأن
الله تعالى ذكر الخيل في القرآن الكريم وبين أنها معدة للركوب والزينة.
ولم يذكر الأكل في قوله تعالى: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها
وزينة"، سورة النحل:8.
حكم أكل
لحم الكلاب في القرأن والسنة النبوية
أما عن الكلاب فما خلقت إلا
للحراسة والصيد.
والدليل الفصل في هذا قول الله سبحانه وتعالى: "وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا
وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ
وَكَلۡبُهُم َٰسِطٞ ِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ
لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا١٨"، سورة
الكهف: 18.
وقوله تعالى جده: "يَسَۡٔلُونَكَ
مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمۡۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُ وَمَا عَلَّمۡتُم
مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُۖ
فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِۖ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ٤"، سورة المائدة: 4. إذن
الكلاب خالية من الامراض أو تعج أجسامها بالأمراض لم تخلق لأكل لحمها ولكن خلقت
للحراسة أو الصياد.. وفي السنة النبوية نهي رسول الله
عن أكل كل ذي ناب من السباع. وذلك
فيما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
قَالَ: "كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ فَأَكْلُهُ حَرَامٌ".
(الراوي: أبو هريرة؛ المصدر: صحيح مسلم). وذوات
الناب من السباع هي: الكلب، والأسد، والنمر، والذئب، وأشباهها، وهذه كلها
مُحرَّمة.
أحل الله أكل لحمه الأنعام في
القرآن الكريم.
وذلك في قول الله سبحانه وتعالى: "ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ
لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ٧٩"، سورة غافر: 79. والأنعام
تفصيلا ذكرها الله في قوله سبحانه وتعالى:"وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ حَمُولَةٗ
وَفَرۡشٗاۚ كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ
ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ١٤٢ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۖ مِّنَ
ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ
أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ نَبِّونِي
بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ١٤٣ وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ
ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ
عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ
ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا
لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ
ٱلظَّٰلِمِينَ١٤٤"، سورة الأنعام: 142-144. فالأنعام التي لحمه حلال: الضأن
والمعز والأبل والبقر. وما يركب منها ويؤكل الإبل. وذلك
في قول الله سبحانه وتعالى: "ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ
لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ٧٩ وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ
وَلِتَبۡلُغُواْ عَلَيۡهَا حَاجَةٗ فِي صُدُورِكُمۡ وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ
تُحۡمَلُونَ٨٠ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
تُنكِرُونَ٨١"، سورة غافر: 79-81.
خلاصة القول
أيها الناس اتقوا الله ما استطعتم، ولا تتولوا عن قيم الإسلام النبيلة.
وتحروا الحلال والطيب من الطعام. واعلموا
أنكم إلي الله ترحعون. وأن الحياة لا تقف عند أكل اللحوم.
فما ملأ ابنُ آدمَ وعاءً شرًّا من بطنِه. حسْبُ
ابنِ آدمَ لُقَيماتٌ يُقمْنَ صلبَه. هكذا
عملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا
والله اعلى واعلم.
تعليقات