منذ زمنا بعيدا والانسان يدفعه فضوله للبحث عن ماهية الخلايا وتركيبها ووظيفتها. ومعرفة ما بها من مكونات وتركيبها ووظائفها. هذا الفضول وما أثمر عنها من تراكم معرفي أدى إلى نشأة علم الخلية كأحد علوم البيولوجي.
ما هي العلوم التي ساعدت على نضج علم الخلية؟
وقد
ساعد على نضج علم الخلية تقدم علوم أخرى أهمها: علوم الكيمياء والفيزياء
البصرية والأجنة والتشريح وغيرها. كذلك، فإن هناك علاقة قوية ووثيقة بين علم
الخلية وعلمي الوراثة والفسيولوجيا. فعلم الوراثة يهتم
بكيفية انتقال المادة الوراثية من جيل إلى جيل وعلاقة ذلك بانقسام الخلايا. بينما
يهتم علم الفسيولوجيا بالأنشطة الحيوية التى تتم داخل
الخلايا والتي توضح بصورة جلية الأهمية الوظيفية للمكونات الخلوية المختلفة. كما
يهتم بالآليات التي تمكن الخلية من القيام بالتغذية والتكاثر
والنمو وغيرها. إضافة لما تقدم، لعلم الخلية دورا مهما في فهم الأسباب التى تؤدى
إلى تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا
شاذة، وما يخلفه ذلك من أمراض. ففهمي اسباب هذه الامراض ساعد قي كيفية العلاج منه.
بصفة عامة فإن لهذا العلم أهمية كبرى فى نواحى
الحياة الطبيعية والصحية والصناعية والزراعية.
متى و كيف ظهر علم الخلية كعلم مميز ومستقل؟
علم الخلية علم من علوم الحياة. فقد ظهر كعلم مميز ومستقل فى نهاية القرن التاسع عشر. ويعود الفضل فى ظهوره إلى اكتشاف العدسات وتطويرها مما أدى إلى بناء المجاهر المختلفة التي مكنت الباحثين والمتخصصين من معرفة الخلية شكلا وتركيبا ووظيفيا. وتعتبر البدايات الأول لعلم الخلية عند استخدام. "روبرت هوك" لأول مرة مصطلح خلية. وذلك عندما وصف شكل نسيج الفلين باستخدام عدسات مكبرة، قام بصنعها بنفسه في عام 1665م. في الحقيقة لم يرى "هوك" خلايا حية. فالنسيج كان ميتا. لكن كل ما رآه هو حجيرات مضلعة محاطة بجدران سميكة، مثل خلايا النحل، مما جعله يطلق عليها أسم الخلية. بعد "روبرت هوك" بعدة سنوات قام "جرو ومالبيجي" بإعادة وصف الملاحظات السابقة التى وصفها هوك عندما فحصا خلايا نباتية مختلفة. وقد وجد "جرو ومالبيجي" أن ما وصفه هوك لم يكن سوى فرغات خلايا نباتية محاطة بالسليوز، أطلقوا عليها، أي: على الفراغات تلك الحويصلات. إلا أن "ليفنهوك" لما قام بفحص خلايا دموية وجد ان وصف فراغ الخلية الذي وصفه "جرو ومالبيجي" غير مطابق للحقيقة. فقد وجد أن هذا الفراغ يحتوي بداخلها على عدد من الأجسام المختلفة.
متى ظهرت نظرية الخلية؟
مع تراكم الكثير من المعلومات عن الخلية من ملاحظات باحثين ومتخصصين شتى خلال القرن الأول من اكتشاف الخلية. ظهرت نظرية الخلية على أيادي "شلايدن وشوان وفيرشو: وغيرهم. وتنص هذه النظرية على أن: "جميع الكائنات الحية تتكون من واحدة أو أكثر من الخلايا. وأن الخلايا هي الوحدات الأساسية في التركيب والوظيفة في الكائنات الحية. وأن الخلايا الجديدة تنتج من خلايا موجودة". في 1846م وصف "دورجاردن وشولتز"، و"بركنجي وفوت مول" البروتوبلازم، وهو الجزء الذي يحيط بالنواة التى وصفها براون 1831م. كما وضح "فيرشو" عالم الأنسجة المرضية و"كولاكير" عالم الأجنة في عام 1855م أن الكائن يتطور من التحام خليتين هما الحيوان المنوى والبويضة من خلال عملية سميت بالإخصاب. في الفترة من عام 1855م إلى عام 1875م تمكن "ريماك وفلمنك وسترسبورغ" من وصف الانقسام المباشر فى الحيوان والنبات. كما قام "شيلشر" في عام 1878م و"فلمنك" في عام 1880م بوصف الانقسام غير المباشر. كذلك وصف "ولدور" الكروموسومات وشرح أهميتها فى الانقسام وتوزيعها في الخلايا الناتجة بشكل متساوى، في عام 1890م. وعقب وصف الكروموسومات وشرح أهميتها فى الانقسام، اكتشاف "بندن وبوفيرى" الاشعة المغزلية. في عام 1890م اكتشاف "التمان وبندا" المايتوكوندريا. اعقب ذلك قيام "بهيرتوج" في عام 1892م بجمع جميع المعلومات المتناثرة عن الخلية. ونشرها في مقالة علمية فى مجلة الخلية والأنسجة الألمانية. تناول فيها البناء العام لبعض المظاهر الحياتية، مستندا فيه إلى خصائص وصفات الخلية وتركيبها ووظائفها. وتعتبر هذه المقالة وبحق الميلاد الأول لعلم الخلية كفرع مستقل عن فروع علوم الحياة الأخرى.
متى ظهر تصورا مبدئيا للخلية؟
فى عام 1895م قام "أفرتون" بوصف الغشاء البلازمى للخلايا. ووضع تصورا بدائيا عن تركيبه المفترض. كذلك، وضع "كولتدر وبارلوند" في عام 1933م و"جورتنر وجريندل" في عام 1925م و"دانيللى وهار" في عام 1935م عدة تصاميم مفترضة للغشاء البلازمى اعتماد على تحليله كيميائىا. وفي عام 1898م اكتشفت أجسام كولجى. وعزلت العضيات السايتوبلازمية باستخدام الطرد المركزى في عام 1943م .
وبفضل ما
أجري من أبحاث لعدد كبير من الباحثين، أمكن معرفة كيفية انقسام الخلايا تفصليا،
انقساما غير مباشرا أو انقساما اختزالي. كما أمكن معرفة التركيب الكيميائي لمعظم
أجزاء الخلية ودراستها دراسة تفصيلية ووافية. ومعرفة
آليات الأيض فى العديد من أجزاء الخلية كوظائف الأغشية الخلوية والميتوكندريا
والبلاستيدات والأجسام الحالة وغيرها. وكذلك أمكن معرفة
دور الانزيمات فى ايض الخلية وبناء البروتينات وتضاعف المادة الوراثية "دنا"
وغير ذلك الكثير.
المراجع
https://www.encyclopedia.com/science/news-wires-white-papers-and-books/history-biology-cell-theory-and-cell-structure
https://en.wikipedia.org/wiki/Cell_theory
https://en.wikipedia.org/wiki/Biology
تعليقات