ما هي بدايات انهيار الدولة العثمانية؟
تحكي كتب التاريخ أن بداية سقوط الدولة العثمانية واضمحلالها أتى بعد موت السلطان سليمان القانوني، في 1566م. وبعد وفاة سليمان القانوني، جلس على عرش الإمبراطورية عددٌ من السلاطين الضعفاء. وهذا ادى إلى تعرض الدولة لهزائم برية وبحرية متتاليةٌ، في الفترة ما بعد وفاة سليمان القانوني واستمرت إلى 1718م. ولم يظهر في هذه الفترة سوى اثنين من السلاطين الأكفاء، وهما: مراد الرابع، ومصطفى الثاني. أمّا غيرهم من الخلفاء فقد انغمسوا في ملذات الدنيا بعيدًا عن العمل للدولة. ولم يكن انغماس الخلفاء في الترفة والدعة
على عظمته هو السبب الوحيد في إنهيار الخلافة العباسية. ولكن كان هناك أسباب أخرى، نسوقها فيما يلي:
ما هي أسباب انهيار الدولة العثمانية؟
- إغلاق باب الاجتهاد
كان من أسباب انهيار الدولة العثمانية إغلاق باب الاجتهاد. أي: إغلاق أبواب التعقل والتذكر والتأمل
والنظر والتبصر والإعتبار التي حث عليها القرآن الكريم. تلك القيم التي بها تعيش
الأمم ويشتد عودها وتحقق الاستخلاف في الأرض. وأصبحت دعوى فتح باب الاجتهاد من التهم الكبيرة، والمسائل الخطيرة. وعندما يغلق باب الاجتهاد وتضيع القيم تتجمّد الحياة عن النمو والاتساع. ثمّ تخرج عن قوالب الشريعة.
-
ظهور الانحرافات والبعد عن العقيدة السليمة الثّابتة
خروج الدولة العثمانية عن العقيدة السليمة الثابتة في القرآن الكريم وصحيح السنّة النبويّة، أدى إلى كثرت إصدار التشريعات
والقوانين الوضعية بعيدا عن الإسلام كمصدر للتشريعات. تلك العقيدة التي كانت تجمع الشعوب والأجناس العديدة التي كانت تنضوي تحت
رأية الامبرطورية العثمانية في ريعان شبابها وقوة مجدها وعزها.
-
شيوع الظلم
شاع الظلم في الدولة بسبب إهمال العثمانيون الدعوة والعمل على نشر الإسلام في
البلاد المفتوحة. والعمل ايضا على إظهار مزاياه من المساواة والعدل والأمن وانسجامه مع الفطرة البشرية والاكتفاء بأخذ
الخراج. كل هذا كان له أثر كبير في انهيار الدولة. فقد أدى الإهمال في نشر الدعوة الى
ازدياد أعمال السلب والنهب والفسق والفجور وسفك الدماء ونهب الاموال والاعتداء على الاعراض من قبل مسؤلين في الامبراطورية. ومما زاد الظلم ظلما أسناد
الوظائف للأتراك دون غيرهم من الجنسيات الاخرى، مما كان له دور كبير في سوء
العلاقة بين العرب والأتراك، وبين الأترك والجنسيات الأخرى. وفد ادى سوء العلاقة
أو هذا الظلم إلى تفسخ الدولة من الداخل. كما أدى إلى ظهور حركات العصيان، وفقدان
الدولة هيبتها.
-
انغماس السلاطين في ملاذاتهم وتقلبهم في الشهوات والترف
أدى انغماس السلاطين في الملاذات والبعد عن القيم الاخلاقية إلى ترك مسائل الدولة
العليا في أيدي الوزراء الذين غالبا ما يصلون إلى مناصبهم عن طريق الرشوة والمحسوبية. كما تركوها أيضا في ايدى الحاشية التي تدخلت في الشؤون العامة
للدولة لتحقيق مصالحها الخاصة من جمع الثروات الطائلة. وقد أدى هذا إلى إضعاف الدولة وإفلاس خزائنها. كما ترتب عليه تذمر الأهالي وحدوث ثورات داخل صفوف الجيش. وقد وصل الترف منتهاه في عهد السلطان مراد بن سليم الثاني. فيذكر المؤرخون أنّه أقام احتفالًا لختان ابنه، لم يقع لأحدٍ من قبله. كل هذا السفه والبذخ أضاع مقوّمات بقاء الإمبراطورية، وكان سببًا مباشرًا في سقوطها.
-
زواج السلاطين بالأجنبيات
أدى هذا الزوج إلى تسلط هؤلاء الأجنبيات على عواطف أزواجهن، وتصريفهم بما
يخدم سياسة بلادهن الأصلية. كما أدى إلى تحكمهن بمقدرات الدولة مما كان له الإثر
البالغ في انهيارها. فكم من السلاطين قتلوا أولادهم أو إخوانهم بدسائس زوجاتهم‼
وكم من السلاطين ارتكبوا أعمالاً تضر
بمصلحتهم ومصلحة الدولة إرضاءً لزوجاتهم‼
-
توريث المناصب العلميّة
قد كان لتوريث مناصب التدريس، والفتوى، والإمامة، والقضاء لمن ليس أهلًا من الأبناء والأخوة والأقارب الدور الكبير في انتشار الجهل والخرفات.
-
اتساع الدولة وعدم تجانس سكانها
فقد أدى اتساع الدولة وضعف السلاطين إلى ضعف الجيش وانغماسه في مصالحه
الخاصه. وقد أدى ذلك إلى فقدان الأمن والاستقرار في
الدولة. وأدى فقدن الأمن إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتجرؤ بعض الأقليم على
الانفصال والحرب علىها.
-
ضعف الجيش وانشغاله بمصالحه الخاصه
كان لانشغال الجيش بمصالحه الخاصه البعيدة كل البعد عن مهامه القتالية السبب
الرئيس في فقدان الأمن وتمرد بعض الأقاليم على الانفصال عن الدولة الأم. فقد انشغل بأراضيه الزراعية أو ما يعرف بنظام الاقطاع الحربي. وانشغال ايضا بالتدخل في تعيين السلاطين وخلعهم. وتخلى عن انتمائه العسكري،
فقاوم الإصلاحيات. وانتشرت
الرشوة والمحسوبية في تعين قادته.
ولم يدخل تحسينات على الأسلحة والأساليب
القتالية.
-
تردي الأوضاع الاقتصادية
فقد أدى تردى الأوضاع الاقتصادية بسبب الطابع الزراعي للدولة والبعد عن الاهتمام بالعلوم، والافتقار إلى
الخبرة العلمية والصناعية على المستويين المدني والعسكري إلى تراجع دور التنظيمات الحرفية
والمهنية. وقد أدى هذا التراجع إلى عدم قدرتها على منافسة الصناعات الأوروبية. وترتب على ذلك لجوء الدولة
العثمانية إلى الاستدانة من الدول الأوروبية. وقد مكن ذلك الأوربيين.من السيطرة
على الصناعة، وعلى النظام المصرفي بما يخدم مصالحهم الاقتصادية على حساب مصالح
الدولة العثمانية.
-
التخلف العلمي
كان لعدم التفات الدولة إلى العلم والعلماء ونظم الجودة من تخطيط وغيرها العامل الرئيس في تخلف
الامبراطورية عن منافسيها الأوروبيين. فبالرغم من وجود عدد من الجامعات والمدارس
المتخصصة في ولاياتها، فكانت مواردها البشرية غير متطورة مثل مواردها الطبيعية.
وهذا يعني أن الإمبراطورية كانت تعاني من نقص في عدد العسكريين المدربين تدريبا
جيدا، وكذلك المهندسين والكتاب والأطباء والمهن الأخرى. وقد أدى التخلف العلمي في العلوم كافة إلى
التخلف في الصناعات المدنية والعسكرية.
-
الأطماع الاستعمارية الأوروبية
من العوامل الخارجية التي إدات إلى ضعف الدولة العثمانية الأطماع
الاستعمارية الأوروبية. فقد استغلت دول أوربية، مثل: فرنسا والنمسا وإيطاليا ضعف الدولة العثمانية والحقت بها هزائم مدوية. كان من نتائج هذه الهزائم تخلي الدولة العثمانية عن كثير من الدول التي كانت تنضوي تحت سلطانها.
ولو ان الدولة العثمانية تمسكت بعقيدتها وبكتاب ربه وما به من قيم وأعدت لاعداءهم ما استطاععت
من قوة ما تركوا الأوربيون وغيرهم ليظهور عليهم. فالله سبحانه وتعالى يامرنا بأن نعد
العدة لاعداءنا. فيقول:
"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم
مِّن قُوَّة وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ
وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ
يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡء فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ
وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ٦٠"، سورة الأنفال: 60. ويحذرانا الله بما سنلاقيه من الأعداء إذا لم
نعد ما استطعنا من قوة.
فيقول سبحانه وتعالى: "كَيۡفَ وَإِن
يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّا وَلَا ذِمَّةۚ يُرۡضُونَكُم
بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ٨"، سورة
التوبة: 8. فغالبة الأعداء على المسلمين يجعلهم لا يتورعون
في استخدام ما توصلوا إليه من أسلحة الدمار والخراب ضدهم. بل يحفزهم على التشكيك في عقيدتهم وتاريخهم،
فهل من متعظ.
لمزيد من المعلومات عن اسباب انهيار الحضارة العثمانية، شاهد الفيديو، واطلع على المراجع المرفقة [x].
المراجع
https://www.academia.edu/2403897/The_Great_Powers_and_the_End_of_the_Ottoman_Empire
تعليقات