تركيب حبوب اللقاح
تعتبر حبوب اللقاح في النباتات بمثابة الحيوانات المنوية في الانسان. وتميز حبوب اللقاح النباتات الزهرية دون غيرها من النباتات. تتميز حبوب بأشكالها وأحجمها المتعددة. ويميز كل نوع من النباتات حبوب لقاح ذات شكل مميز، مثل بصمات الأصابع أو بصمة العين للإنسان، يمكن بها الاستدلال على كل نوع بل كل صنف من أصناف النباتات. وبسبب تميز كل نوع من أنواع النباتات بحبوب لقاح تميزها عن الأنواع الآخر، استخدمت حبوب اللقاح في التحريات الجنائية.
قضايا استخدمت فيها حبوب اللقاح في التحريات الجنائية
- قضية الادعاء بقتل النحل
ومن القضايا التي استخدمت فيها
حبوب اللقاح في التحريات الجنائية "قضية الادعاء بقتل النحل". جرت أحداث
هذه القضية في الولايات المتحدة الامريكية. فقي هذه القضية اتهم منتجا للعسل صاحب
مزرعة للفاصوليا مجاورة لمنحله بأنه استخدم مبيدات حشرية لرش مزرعته مما أضرَّ
بالنحل بمنحله. وزعم في عريضة دعواه أن نحله استنشق رذاذ المبيدات الحشرية أثناء
زيارة أزهار نبات الفاصوليا مما تسبَّب في إصابته بالمرض الذي افضى إلى الموت لبعض
النحل. وكما هو معروف فإن النحل يمتص الرحيق من الأزهار لتصنيع العسل، وفي إثناء
عملية امتصاص الرحيق، يختلط ما يمتصه من رحيق بحبوب لقاح الازهار التي يزورها، كما
تتعفر النحلة بحبوب اللقاح، مما يجعل العسل المنتج يحتوي على حبوب لقاح الأزهار
التي يزورها. لهذا يصنف العسل تجاريا على أساس ازهار النباتات التي يزورها، فهذا
عسل السدر وهذا عسل ازهار البرتقال، وهذا عسل نوارة البرسيم وهكذا. لهذا طلبت
المحكمة من أخصائي تحليل حبوب اللقاح بتحليل حبوب اللقاح بالعسل وتحديد ما إذا
كانت تحتوي على حبوب لقاح نبات الفاصوليا من عدمه. وقد وجد أخصائي تحليل حبوب
اللقاح خلو العسل من حبوب لقاح نبات الفاصوليا مما جعل القاضي يحكم ببراءة صاحب
حقل الفاصوليا، ويغرم صاحب المنحل تكاليف الدعوة.
- المقابر الجماعية لمجزرة "سريبرينيتسا" في البوسنة والهرسك
بدأت هذه الحرب بين البوسنة والهرسك والصرب في 17 إبريل 1992م،
وانتهت في 1995م بعد توقيع اتفاقية دایتون، وبعد إبادة أكثر من 300000
مسلم باعتراف الأمم المتحدة.
وقد شهدت هذه الحرب الكثير من المجازر الجماعية لسكان البوسنة
والهرسك، ولكن كان افظع هذه المجازر مجزرة "سريبرينيتسا"، والتي
جرت أحداثها على ايدي القوات الصربية في 1995م، وراح ضحیتھا حوالي 8000 آلاف شخص،
ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. قتل واغتصاب الكثير من
المسلمات حتى الموت تحت مرآي من القوات الهولندية التي كانت ُ مكلفة بحمایة
المدنیین بالمدينة. وقد أتھم كثيرا من الناجين من المذبحة القوات الهولندية بتسليم
من فر من المدنيین إليها إلى الصرب ليجري قتلهم لاحقًا.
وقد قدمت قضية "سريبرينيتسا" إلى محكمة العدل الدولية.
وأثناء التحقيق في عمليات القتل الجماعي في البوسنة والهرسك في عام 1997. قام
الصرب باستخراج الجثث من المقابر الجماعية وأُعِادوا دفنها في مواقع نائية أصغر
(مقابر ثانوية) من أجل التقليل من حجم المجازر الكبرى التي ارتكبوها. وقد أوكلت
الأمم المتحدة لفريق متخصص في فحص وتحليل حبوب اللقاح من الولايات
المتحدة الأمريكية في تحديد أماكن المجازر التي ارتكبت بحق البوسنيون، ومواقع
المقابر الجماعية تحديا دقيقا. وقد جمع فريق المتخصصين حبوب اللقاح التي تترسب في
الفتحات التي توجد بالجمجمة. وبعد فحص حبوب اللقاح ودراسة تركيب الثرية التي علقت
بالجثث والتربة من مواقع الدفن. وقد وجد فريق تحليل حبوب اللقاح أن
التربة العالقة بالجثث الموجودة في المقابر الثانوية لا تتطابق مع خصائص التربة
بتلك المقابر، وأن حبوب اللقاح العالقة بالجثث تختلف عن حبوب لقاح النباتات التي
بها المقابر الثانوية أو التي أنشأت حديث لتضليل العدالة. ومن خلال
تحديد حبوب اللقاح بالجثث ومقارنتها بنمط بتوزيع حبوب اللقاح على مدار
العام وفي البيئات المختلفة في بالبوسنة والهرسك نجح الفريق في تحديد أماكن
الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق "البوسنيين"، وقدم المسئولون عن تلك
الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي فبراير2007م وبناء على ما قدم من أدلة اكدت محكمة العدل
الدولية ما أكدته محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة بأن ما جري في
"سريبرينيتسا" كان إبادة جماعية. وخلصت المحكمة إلى أن
"رادوفان كارادیتش" الزعيم السياسي لصرب البوسنة والجنرال "راتكو
ملادیتش" الذي قاد المليشيا الصربية بالإضافة للعديد من القادة السیاسین
العسكرين وشبه العسكرين هم من يتحملون المسؤولية عن تنظيم عمليات القتل الجماعي
لمسلمي البوسنة والهرسك وتشریدھم، وقبض على من هرب منهم واقتصت منهم العادلة.
لمزيد من المعلومات عن استخدام حبوب اللقاح في الأدلة الجنائية شاهد الفيديو المرفق.
المراجع
https://taec.journals.ekb.eg/article_258213_07e5a78412973f15b478038ea9d3f733.pdf
تعليقات